أيد الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وشد عضده بالمعجزات والدلائل النبوية المتنوعة والنبي صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى وجزمه بالشئ صدق وحق
فكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت في التشريع والغيبيات والعلوم حق، فهو وحي من ربه قال تعالى: {وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ ٤} [ النجم: ،3 4 ] ؛
وكلامه صلى الله عليه وسلم في الطب يتميز عن كلام غيره، فله خصائص ليست لغيره؛ فهو من الله سبحانه؛ وقد اشتمل على كثير من الحكم ودلائل النبوة والتي تحار فيها العقول .ولاتحيلها، ولكن تعجز عن الوصول إلى حكمها وغاياتها كثير من الأفهام
يقول ابن القيم رحمه الله: ( وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء؛ فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيق ٌّ قطعي ٌّ إلهي، صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب، ولا ينكر عدم انتفاع - ( كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء به وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان زاد المعاد في هدي خير العباد ( 4 / 3)
وبه يعلم أن الانتفاع الكامل بطبه صلى الله عليه وسلم إنما يكون بعد التلقي له بالقبول التام والتصديق الكامل، مع عقد .القلب على الاستشفاء به، وبقدر تحصيل العبد لهذه الشروط يكون انتفاعه بطبه صلى الله عليه وسلم ومما دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمرة مباركة فيها من الصفات والفوائد التغذوية والدوائية ما لم تحصره الكتب والبحوث، .وأوصى بتناولها كل صباح وهو الذي لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة والسلام فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مَن تَصَبَّحَ بسَبْعِ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليومَ سُمٌّ، ولا سِحْرٌ)).
أخرجه البخاري (5445)، ومسلم (( م (2047)، واللفظ للبخاري .
تلك هي عجوة المدينة التي خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيرها من أصناف التمور
.وقد جاءت الوصية منه صلاة ربي وسلامه عليه للتمر عامة ، وتمر المدينة خاصة وخص منه تمر العجوة بزيادة مزية : وبوب مسلم رحمه الله في صحيحه للتمر بقوله باب في إدخال التمر ونحوه من الأقوات للعيال
وأورد فيه حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر). ( ح 5457
ثم بوب بعده ب (باب: فضل تمر المدينة) وأورد فيه عدة روايات
154 – (2047) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب. حدثنا سليمان (يعني ابن بلال) عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه؛
أن رسول الله ﷺ قال (من أكل سبع تمرات، مما بين ربتيها، حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسي).
155 – (2047) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة عن هاشم بن هاشم. قال: سمعت عامر بن سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت سعدا يقول:
سمعت رسول الله ﷺ يقول (من تصبح بسبع تمرات، عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر).
155 م – (2047) وحدثناه ابن أبي عمر. حدثنا مروان بن معاوية الفزاري. ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو بدر شجاع بن الوليد. كلاهما عن هاشم بن هاشم، بهذا الإسناد، عن النبي ﷺ ، مثله. ولا يقولان: سمعت النبي ﷺ .
156 – (2048) وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) إسماعيل، وهو ابن جعفر، عن شريك، وهو ابن أبي نمر، عن عبدالله بن أبي عتيق، عن عائشة؛
أن رسول الله ﷺ قال (إن في العجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق، أول البكرة).
وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه، وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها، فيجب الإيمان بها، واعتقاد فضلها والحكمة فيها، وهذا كأعداد .الصلوات، ونصب الزكاة وغيرها، فهذا هو الصواب في هذا الحديث
إذا تبين هذا: فإن مفاد هذا الحديث الصحيح: أن الإنسان إذا تصبح في كل يوم بسبع تمرات عجوة؛ فإنه لا يضره في ذلك ّ ولا سحر، على أنه في بعض ألفاظ الحديث قيدت التمرات بتمر العالية خاصة أو ما بين لابتي المدينة ،- وفي بعضها اليوم سم غير مقيدة بذلك - كما في الرواية الأولى-؛ لذا تنوعت أنظار العلماء، فذهب بعضهم إلى التخصيص بعجوة العالية، وتوسع .بعضهم فذهب إلى عدم التخصيص بنوع معين من التمر ولا العجوة، وأنه يرجى النفع بالتمر كله فعلينا أن لا نزهد بما جاء عن نبينا صلى الله الله عليه وسلم و نحن نرى كثيرا من الشعوب تمسكت بموروثها الطبي والعلاجي - كالصين والهند وغيرهما-وبنت عليه وطورته وانشأت له مراكز البحث والتطوير وأنشأت له المصحات، و نحن المسلمون أولى بالعناية بتراثنا الطبي وحقائقه العلمية وخاصة ما أكدها وبينها محمد صلى الله عليه وسلم.
ولمزيد من فقه هذه الأحاديث وغيرها راجع لكتاب تمر العجوة https://bit.ly/2OdZ0sC